اولا: قصص مختلفة عن البارادايم
بين دولتين عربيتين توجد ضرائب مرتفعة على اغلب البضائع ففكر أحد الأشخاص ببضاعة ليس عليها ضريبة وهي البرسيم فبدأ يحمل كل يوم برسيم على دباب-عربة نصف نقل- وينقله للدولة الأخرى .. وكان يمر من خلال نقطة الجمارك دون أدنى شك فيه واستمر الأمر لمدة طويلة وبعد التحقيق اكتشف انه كان يهرب كل يوم دباب .. هذا الشخص خرج عن حدود الباردايم لرجال الجمارك فلم يتمكنوا من كشفه.
دعي أحد الدكاترة لإلقاء محاضرة في مركز للمدمنين عن أضرار الخمر فأحضر معه حوضان زجاجيان الأول فيه ماء والثاني فيه خمر ووضع دودة في الماء فسبحت ثم
وضعها في الخمر فتحللت وذابت حينها نظر الى المدمنين سائلا هل وصلت الرسالة؟؟
فكان الجواب نعم .. اللي في بطنه دود يشرب خمر عشان يطيب !!
هذا الدكتور نظر إلى التجربة من خلال باردايمه ولم يحاول الخروج إلى الباردايم الخاص بالمدمنين.
كان احد السائقين يقود سيارته بهدوء في أحد الطرق المزدوجة والمنحنية وفجأة ظهرت أمامه سيارة في مساره واستطاع أن يتفادها بصعوبة لكن حينما حاذه صاحب السيارة الذي دخل في مساره فتح زجاج السيارة و صرخ بأعلى صوته خنزير !
غضب الرجل من هذه الكلمة ونعت ذلك الرجل بأقبح الصفات وبعد ان تجاوز المنحنى تفاجأ بخنزير ميت في الطريق واصطدم به باردا يم هذا الشخص فسر كلمة خنزير انه شتيمة بينما كان الشخص الآخر يقصد بذلك تنبيه الرجل ولكنه لم يستوعب هذه الصورة فكانت النتيجة انه شتم ذلك الرجل وصطدم بذلك الخنزير.
كان هناك شخص اسمه هاري متخصص في فتح الأقفال والخزانات وجاءه موظف من أحد البنوك الانجليزية وتحداه أن يفتح خزانته خلال ساعتين ضحك هاري وقال
سأفتحها خلال خمس دقائق .. وبدا هاري في محاولة فتح الخزانة واستغرق ساعتين ولم يفتحها بعد ذلك يئس من فتح الخزانة واستند على باب الخزانة فنفتح الباب .. لأن الباب كان مفتوحاً بالأصل لم يكن في باردايم هاري احتمال أن الخزانة مفتوحة وهذه نقطة تسمى في علم البارادايم ( العودة إلى الصفر ) حيث أن مهارة هاري تساوت مع مهارة أي طفل في فتح الخزانات المفتوحة فلا تتمحور حول باردايم ضيق .
تزوج شاب يدعى قيس الياسين فتاة اسمها ليلى .. في أحد الأيام أوصل زوجته لزيارة صديقتها وطلب منها أن تتصل عليه إذا انتهت لكي يأخذها فلما جاء موعد خروجها دقت عليه لكنه تأخر في الاتصال واتصل بعد ربع ساعة ردت عليه صاحبة البيت
قال : السلام عليكم
قالت : وعليكم السلام
قال : لو سمحتي ممكن اكلم ليلى
قالت : من حضرتك
قال : أنا قيس
فقالت : صاحبة المنزل مباشرة ... ياقليل الأدب
فقال : عفوا أختي أنا قيس الياسين زوج ليلى صاحبة البيت ردت عليه بهذا الأسلوب لان الصورة الموجودة في الباردايم الخاص بها هي صورة الحبيبين قيس وليلى وتوقعت أن هذا المتصل يعبث ويحاول معاكستها .
ثانيا: ماهو البارادايم ؟؟
Paradigm
Paradigm
اصطلاحاً هو : مجموع ما لدى الإنسان وماكونه من خبرات ومعلومات ومكتسبات ومعتقدات وأنظمة ( ثقافة مر بها في حياته )، مهمتها رسم الحدود التي يسير داخلها الإنسان وتحديد تصرفه في المواقف المختلفة.
ويمكن تعريف البارادايم بأنه نظارة العقل ..
أو هو نظام التفكير عند الإنسان والعدسات التي يرى من خلالها الحياة ... والبارادايم حاكم للتغيير في كل مراحله وقد يجعل الإنسان يرى الأمور بغير حقيقتها وهذا من أهم أسباب اختلاف البشر.
ثالثا: كيف يتكون البارادايم
عندما يسير الناس بسياراتهم في طريق سريع تتحلى جوانبه بالشجيرات والورود الجميلة فقد لا يرى بعضهم هذه الورود لأنه يسير بسرعة كبيرة وقد لا يراها آخرون
لانشغال أذهانهم بحدث أو مشكلة أو ببرنامج إذاعي ممتع .. وقد يرى البعض الورد ويعجب به .. وهناك من يتمنى زراعة المزيد منه أو إضافة أنواع أخرى وفئة أخرى من الناس تتمنى لو أتيحت لها الفرصة للتوقف والتجول بين هذه لأزهار واستنشاق عطورها ووصف جمالها .. وربما جادت قريحتهم بأبيات شعر رائعة تتغزل بالورد وجماله .. وقد يراها البعض مصدراً للعطور بينما يراها آخرون مصدراً للمبيدات الحشرية وهناك فئة أخرى تفكر في الشركة المسئولة عن زراعة الورود وتخضير المنطقة ومدى استفادتها المالية من المشروع وهل تستحقه فعلاً أم أنها حصلت عليه بطرق غير مشروعة .. وهكذا فلكل إنسان صورته الخاصة ( بارادايم خاص به ) يرى به الطريق والورد .. وكل شيء يمر به في الحياة وإذا رأى الإنسان شيئا جديداً فسوف يتعجب ويتوقف .. ولكنه سيبدأ بفتح ملف خاص بهذا الشيء الجديد ومن ثم يكون صورة جديدة حوله .
رابعا: البارادايم الايجابي والسلبي
من الضروري أن يستخدم الشخص البارادايم الخاص به بصورة إيجابية وذلك بتغير إطار الإدراك بحيث يجعل إطار إدراكه للأمور دوماً إيجابياً و ذلك سيغير من نظرته للموقف ومن ثم حكمه وتقييمه له وبالتالي سيغير سلوكه فأي حقيقة تواجهنا ليست لها نفس الأهمية كأهمية تصرفنا تجاهها لأن تصرفنا هو الذي يحدد نجاحنا أو فشلناوعندما يظن الإنسان أنه لايستطيع القيام بأمر ما فإنه لا يستطيع ذلك حتى لو كان قادراً في الحقيقة على أدائه .. ولذلك فإن نجاح الإنسان أو فشله بحسب نظام تفكيره
.. وقد تكون الفرص أمامه ولكنه لا يراها لأنه لم يلبس العدسة المناسبة .... فكم قضى وهم البارادايم على أشخاص وعلى شركات وأسر بل ومجتمعات !!
خامسا: تقسيم الأشخاص في علم البارادايم
موقف الأشخاص من البارادايم الجديد يكون على احد الصور التالية
المبدعون - المستشرفون
النمطيون (أعداء التغيير) - آخر من يلحق بالركب
الروّاد - أول من يلحق بالركب
...
1-المبدعون Shifters
( خارج منطقة التغطية .. أحيانا )
لا يحبّون النقاش لأنهم يملّونه وليس لديهم تفاصيل وإثباتات وأفضل طريقة للتعامل معهم هي التشجيع وإظهار الإعجاب مع تقديرهم .. كذلك يجب أن يكون الحوار
معهم بشكل مرح ومحفز وخال من الاستهزاء واللوم من جهة أخرى فإن على المبدع أن يبدع في إقناع النمطيون والرواد بإبداعه .. كما فعل أديسون عندما اخترع المصباح الكهربائي إذ سأله صحفي : ماذا لو انطفأ المصباح ؟ .. فرد أديسون ببساطة إبداعية : نعود إلى الظلام الذي كنا فيه أصلا .
2-النمطيون Settler هم الجدليون ( في الغالب )
يُطيلون الحوار لإثبات خطأ الفكرة الجديدة ( في ضوء أطرهم وأفكارهم القديمة والمُستقرة ) خاصة وأنهم يتقنون عملهم في ضوء البارادايم السائد .. وهم كما يصفهم جول باركر مُصابون بنوع من الشلل الإدراكي الذي يُعيقهم عن رؤية ما هو خارج البارادايم ولذلك فأفضل طريقة في الحوار معهم هي الإنصات لهم واحترام وجهة نظرهم ثم محاولة تنويع صور عرض البارادايم الجديد لهم .. وهنا يبرز دور الإبداع في عرض الإبداع ... وكذلك إبراز بعض العبارات الجميلة أمامهم مثل العقل مثل الباراشوت .. يعمل بشكل رائع عندما يكون مفتوحاً
3-الرواد Pioneers هم المحاورون
رواد البارادايم هم الحل فهم الأفضل في الحوار ... ذلك أنهم يتمتعون بمرونة عالية تجاه البارادايم الجديد ( أو ما يخالف ما يرونه ) وهم يتبعون الجديد انطلاقاً من
الحدس مع شيء من المعلومات ( الناقصة ) ويحرص الرواد على تحقيق معادلة صعبة هي دعم المبدع وتشجيعه والاستفادة منه .. وعدم خسارة أو فقدان النمطي الذي يملك ملاحظات ومهارات أيضا تثري العمل والمسيرة عندما يقتنع أو يستوعب ما يطرحه المبدع مقترحات لتكوين بارادايم جديد ان تقبل احتمال الخطأ أو عدم صحة رأيك في أي موضوع أن تفكر وفقا لمعايير أو نظم جديدة أو مختلفة.
سادسا: نصائح
راجع منظومة القيم ( عندك ) اعرف نمطك في البارادايم اطرح وأنصت للأفكار السخيفة 'Tom Peter'
استمتع بالمرح واستمتع بالخيال
نوع ( أو غير ) مصادر معلوماتك
جرب أطباقاً جديدة .. مثل من لم يسبق له أن أكل الباذنجان
اعرف أن هناك أكثر من إجابة واحدة (صحيحة ) للسؤال الواحد .. أحيانا على الأقل
غيّر نوع مجالسك اطلع على محطات إعلامية لم يسبق لك أن شاهدتها ' تلفاز - إذاعة - صحافة .. '
تفادى التعميم فهو صندوق البارادايم القاتل ومن يتصور ان الناس اغبياء وهو الذكي فالعكس صحيح.
د.محمد عبد الجواد
سابعا: عزيزي المدرس .. الباراديم بتاعك فيه سم قاتل
ايه بقى علاقة المدرس بموضوع البارادايم ده
اعتقد ان اخطر مهنة تتأثر بالباراديم هي مهنة التدريس, فالمدرس لديه نظارة عقلية معينة-البارادايم- ينظر بها الى طلابه وهي ايضا نظام التفكير عند المدرس والعدسات التي يرى من خلالها طلابه وتواجه المدرس صعوبة بل صعوبات في موضوع نظرته تلك لان الطلاب مختلفون ومتباينون لاقصى درجه فكيف يستطيع المدرس ان يتعامل معهم بنفس النظارة الخاصة به فقط , سيرى المدرس بضعة طلاب فقط اما الباقين فلن يستطيع ان يتفهمهم ابدا...
وهنا تبدأ المشكلات...
عدم تفهم المدرس لطلابه هو اساس المشكلة التي تزعج المدرس من الطلاب, فهو لا يتفهم الفروق الفردية بينهم, لايتفهم انهم مختلفون بشده عن بعضهم البعض, ويعتقد ان اسلوبه الوحيد الغير قابل للتغير هو الذي يصلح للتعامل مع كل الطلاب......... مستحيل
ايوه مستحيل
لازم المدرس يكون من " الرواد Pioneers هم المحاورون " السابق ذكرهم
رواد البارادايم هم الحل فهم الأفضل في الحوار ... ذلك أنهم يتمتعون بمرونة عالية تجاه البارادايم الجديد ( أو ما يخالف ما يرونه ) - اللي هو الطلبة في حالتنا -وهم يتبعون الجديد انطلاقاً من الحدس مع شيء من المعلومات ( الناقصة ) ويحرص الرواد على تحقيق معادلة صعبة هي دعم المبدع وتشجيعه والاستفادة منه .
زملائي وزميلاتي -المدرسين والمدرسات - يجب ان نستوعب كل طلابنا بالحب وبالتفهم وبالنقاش وبالصبر-الصبر - الصبر
معلش كان لازم اقولها تلت مرات لاهميتها ولاني بشوف مشاكل كتير جدا سببها ان المدرس معندوش صبر او.......
او محتاج يغير شويه من الباراديم بتاعه.
ارجوكم انزعوا السم من الباراديم ... الباراديم فيه سم قاتل
عمرو حسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق