الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

سلموا المفاتيح لأولادكم


سلموا المفاتيح لأولادكم
الشيخ/ سلمان بن فهد العودة
   
الأم غاضبة على البنت المراهقة .. تتحدث بحزن شديد كيف أن هذه المخلوقة التي حملتها تسعة أشهر جزءاً من جسدي ، وأطعمتها من زادي ، وأمددتها بنسغ الحياة من روحي ، وحضنتها سنين عدداً ، فهي امتداد لجسدي وروحي .. أصبحت تتمرد على أوامري ، وتضرب عرض الحائط بكل توجيهاتي

لم أستطع أن أجمع بين خيال الطفولة .. صغيرتي ملفوفة في مهدها الأول بين ذراعي .. وسهر ليلي الطويل لأرضعها وأهزها حتى تهدأ وتنام .. وبين امرأة أصبحت في طول قامتي ، صوتها يغلب صوتي ، وهي تنحاز لصديقاتها جلّ وقتها ، ما بين مطعم ، أو تمشية في سوق ، أو استراحة ، ولا يبدو لديها استعداد أن تنضبط في مواعيد دخول أو خروج ، وردها دوماً هو
-أنا حرة وليس لأحد عليّ سلطان

حديث الأم مؤلم موجع ، ودافع الأم نبيل ، إنها تخاف على بنتها من تأثيرات تجهلها ، وتدرك أن البنت لا زالت في غرار صباها , ولا زال طريقها إلى تجارب الحياة وخبراتها في بدايته الأولى ، ولذا فهي تتأثر بلين القول ، أو تتساهل في خطوة عادية تجرّ وراءها خطوات
من ذا يُشكك في رقي هذه الدوافع وسلامتها وأهمية وجودها عند أي أم؛
لتؤدي دورها في التربية والرعاية والاهتمام ؟
وما معنى الأمومة إن لم تكن هذه المعاني حاضرة فيها ؟
وبقدر رسوخ هذا المعنى وعظمته حضر في ذهني معنى آخر .. أن الولد (ذكراً أو أنثى) هو كائن مستقل ؛ يأخذ طريقه للحياة كمخلوق آخر, يكبر ليحصل على المسؤولية والتكليف الشرعي , حتى يصبح محاسباً مسؤولاً عما يعتقد ويقول
ويفعل .. حتى لربما صار على النقيض من والدي


حكى لنا الله في القرآن قصة نوح النبي وابنه الكافر ، وقصة إبراهيم النبي ووالده الكافر ، وأشار إلى أحوالٍ جرت في عهد النبي الخاتم من تخالف في الدين والمعتقد بين آباء وأبناء ، ولذا قال سبحانه
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
 (التوبة:23)
ثم عقّب بقوله
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
 (التوبة:24)
وقد يكون التباعد بين الآباء والأولاد دون ذلك ، فيكون الأب مطيعاً والابن عاصياً ، أو بعكس هذا .. فثمّ استقلال تام في نهاية المطاف ،
(وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
(الأنعام: من الآية164)
وعَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ
أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَعَ أَبِي فَقَالَ مَنْ هَذَا مَعَكَ ؟ قَالَ: ابْنِي أَشْهَدُ بِهِ. قَالَ أَمَا إِنَّكَ لَا تَجْنِي عَلَيْهِ وَلَا يَجْنِي عَلَيْكَ
رواه أحمد ، وأبو داود ، والنسائى ، وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه
أجد من ملاحظتي للأنماط التربوية أن من الآباء من ينحاز للأصل الأول ، فتغلبه النظرة للأبناء باعتبارهم امتداداً له ، ويستحضر بصفة مستمرة ، وربما ضارة ، أنه فعل لهم وفعل , وكأنه يمنّ عليهم بما عمل ، مع أن الحنان والرعاية فطرة إلهية حتى لدى الحيوان ، وربما عيّر أب ابنه وذكّره بأنه نطفة منه , وهو قد بلغ الستين أو قارب

ونتيجة لهذا يتجاهل بعض الآباء حاجات الابن في تلك السن المبكرة
وميله لمن هم في مثل سنه ومستواه, يشاركونه الحديث واللغة والاهتمام والدراسة والميل والعادة
ويتجاهل آخرون متغيرات الزمن وطوارئه
بين ما كانوا عليه أيام الشباب وما عليه أبناؤهم الآن ، ويريدون منهم أن يأكلوا ويشربوا ويلبسوا أو يتصرفوا كما كان آباؤهم يفعلون حين
كانوا في مثل سنهم
ولذا كان علي -رضي الله عنه- يقول : لا تُكرهوا أبناءكم على أخلاقكم فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم

فثمت متغيرات في شتى النواحي بين الأجيال يجب اعتبارها
لئلا تكون التربية قسراً وإكراهاً يقتل شخصية أبنائنا ويفقدهم الثقة بأنفسهم
إن مصادرة شخصية الولد من شأنها أن تصنع عنده عقوقاً
لأنه يريد أن يحقق ذاته ولو غضب والداه ، أو تصنع عنده ضياعاً وضعفاً في الشخصية لأنه قرر أن يستسلم لإرادة والديه مع عدم رضاه داخلياً , مما يجعله مشتتاً مرتبكاً ، وهنا تنشأ وتكبر العُقد النفسية وحالات الاكتئاب والقلق ، ثم النفاق والتصنع والازدواجية
ومن المربين من ينحاز للأصل الثاني فيمنح الأولاد حرية مطلقة من أول الأمر ولا يسمعهم كلمة " لا " ولا يشعرهم بأنهم جزء من منظومة " الأسرة " يستوجب عليهم الانتماء لها , أن يشاركوها برامجها والتزاماتها ومواعيدها وقيمها الأخلاقية العليا ، وأن يتدربوا على احترام رموزها ورجالاتها ، ومنهم الأبوان خاصة ، ولذا قرن الله حق الأبوين بحقه فقال سبحانه
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)
(الإسراء: من الآية23)

وفي قصة جريج الشهيرة وهي في الصحيح أنه قال : أمي وصلاتي ! وفضّل صلاته فدعت عليه أمه واستجيب دعاؤها
وقد عنّ لي الجمع بين هذه الآية الكريمة ، وهذا الحديث الشريف في شأن جريج فقلت في قصيدة لأمي 

سهاد عيني يسير في محبتكم           قد طالما هتفت شوقاً لمرآك
وخفق قلبي ما ينفك يحفزني     إليك ما كان خفق القلب لولاكِ
لو اعترضت صلاتي لم يكن لمماً        فالله أردف نجواه بنجواكِ

إن الأولاد يعيشون مرحلة خطرة تتحكم في بقية أعمارهم وحياتهم ، وإذا غاب عنهم الإرشاد والتوجيه والتحذير ، وبمعنى أعمّ " التربية " فسيكون من العسير عليهم أن ينجحوا في مضمار الحياة وأن يكونوا فاعلين مؤثرين

ولذا قال سابق البربري
قد ينفعُ الأدَبُ الأحداثَ في مَهَلٍ     وليس يَنفَعُ عند الكَبرَة الأدَبُ
إنَّ الغُصُونَ إذا قوَّمتها اعتَدَلَت          ولن تَلِينَ إذا قَوَّمتَها الخُشُبُ
ولهؤلاء وأولئك أقول

أعطوا أولادكم المفاتيح
أعطوهم مفاتيح المسؤولية فلا تصادروا شخصياتهم
وامنحوهم حق التدريب والعمل والمحاولة والخطأ أمام أعينكم وفي حياتكم
حتى تطمئنوا قبل الرحيل إلى أن الأمور ستكون بخير

دعهم يتولون مناصبهم ووظائفهم التي تقتضي سنة الحياة أن تؤول إليهم
 حتى لا يختلفوا بعد موتكم اختلافاً يضر بهم وبالتراث والميراث الذي يصير إليهم ، ويضر بالقرابة والجيران والصداقات .. وكم من نار تحولت إلى رماد .. كما قيل
أرى ناراً قد انقلبت رماداً      سوى ظل مريض من دخانِ
وكم من رماد تحته جمر ، كما قيل

أرى تحت الرماد وميض نار   ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تذكى           وإن الحرب أولها كلام
إذا لم يطفها عقلاء قوم        يكون وقودها جثث وهام

أعطوهم مفاتيح البناء بالاعتماد على النفس والثقة بها ، والصدق والإخلاص
 فلا شيء يربي على الكذب والمراوغة مثل التربية القاسية

لا يحملنكم الحب على المبالغة في الخوف
فمردود هذا على الأولاد هو التحفيز على المغامرة الشديدة إن كانوا أقوياء الشخصية ، أو الاستسلام والانهيار إن كانوا ضعفاء .. وقديماً قالت العرب : ومن الحب ما قتل
أعطوهم مفاتيح النجاح بالتوجيه الهادئ ، والجلسات الحميمية ، والعلاقات السمحة ، والصبر الطويل ، والكلمات الحكيمة التي تظل تجلجل في أسماعهم ما داموا على قيد الحياة يذكرونها ويذكرونكم معها بالخير ويسلمونها لمن بعدهم

لا تظنوا أن الغضب الدائم والعتب المستمر والهجر الطويل هو الحل .. فما قيمة أن يعملوا لكم أشياء وهم يكرهونها في قرارة نفوسهم ، أو يتركوا لكم أشياء ونفوسهم تتحرق شوقاً إليها ..؟!

سيجدون يوماً أنفسهم أحراراً في الفعل والترك ،
فليكن جهدنا الكبير في غرس حب الإيمان والصدق والعمل والأخلاق في قلوبهم ، وكره الفجور والجهل والكسل والفوضى وأهلها

(وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ
 (الحجرات: من الآية7)
أن نغرس في نفوسهم حب الصلاة لا يقل أهمية عن أدائهم للصلاة ذاتها ، وأن نربيهم على كره الكذب والسرقة لا يقل أهمية عن تركهم لها
ولا تدعوا على أولادكم إلا بخير حتى لو غضبتم
الدعوات الصالحة الصادقة من الوالدين مظنة الإجابة وأن تفتح لها أبواب السماء فاجعلوا دعواتكم لهم جزءاً من مشروع التربية والتوجيه والأمل الجميل

(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)
(الفرقان: من الآية74)


Coffee, Carrot and Egg Story

Human Development

لا تنس أن تعيش ... صورة فقط‏


الخميس، 18 نوفمبر 2010

نصيحة أبي الخاطئة


كريم الشاذلي
"لأن ابني هو الشخص الوحيد على ظهر الأرض الذي أودّ أن أراه أفضل مني".
بهذه العبارة كان يفتتح أبي أي حديث معي عن مستقبلي الدراسي وأنا صغير، وعن طموحاتي في مرحلة الصبا، ورؤيتي في الحياة بعدما صرت رجلاً يافعاً.
ظلّ أبي يرددها طول ثلاثين عاماً، دونما كلل أو ملل؛ بل دون أن يعيد النظر في جدواها، وكأنها تنزيل مقدّس.
من أجلها مارس أبي ضدي جميع أشكال الضغط كي أُصبح مهندساً عظيماً، يرددها على أذني صباح مساء، وكثيراً ما كان يصرخ بها بصوته الجهوري مؤنباً ومعاتباً وربما مؤدباً.
وبرغم فشلي في تحقيق الحد الأدنى من طموحاته، لم يُرد أبي أن يعيد النظر في هذه المقولة أو يجري عليها بعض التعديلات.
لم يشأ أبي -وكثير من آباء هذا الزمان- أن يراجع نفسه، ويصحّح سلوكه، ويكون أكثر صدقاً وواقعية مع نفسه وأبنائه، ويعترف بأنه أراد أن يحقق أحلامه هو من خلال ولده، طامساً كل حلم أو طموح خاص لديه.
الأب الطبيب الذي يريد من يرث اسمه وعيادته التي صنعها بعرق الجبين، الأب المحامي الذي يريد أن يظلّ مكتبه مفتوحاً أبد الدهر، الأب التاجر الذي يطمح في من يحافظ على كيانه الذي أصبح مثار حسد وغيرة البعض.. مطالب مشروعة في نظر صاحبها؛ لكنها في كثير من الأحيان تكون ظالمة للطرف الآخر.
ولأنني لست من الصنف الذي يعشق البكاء على اللبن المسكوب، ويُدمن الشكوى على ما فات، قررت أن أعيد ترتيب عبارة أبي المقدسة بشكل أفضل لكلينا (الأب والابن)!
وهكذا قررت أن أعيش وفق قاعدتي الشخصية التي تقول "ابني هو الشخص الوحيد على ظهر الأرض الذي أودّ أن أراه أسعد مني"، وليس أفضل مني!
أسعد مني بأسلوبه وفكره وأحلامه وأمانيه، بتجاربه الخاصة، ورؤاه الشخصية، وطموحاته التي قد تكون غريبة عليّ وعلى جيلي وقتها.
قررت -صادقاً- ألا أسرق منه حلمه أو أُجهض أمانيه، أو أضطهد أحلامه وتطلّعاته، فقط له مني النصح والتوجيه والإرشاد؛ لكنني أبداً لن أمارس سُلُطاتي في جعله مسخاً من مجموع المسوخ الذين نصطدم بهم صباح مساء، وهم ذاهبون لتأدية أعمال لم يختاروها بملء إرادتهم، والدوران في دائرة وجدوا أنفسهم فجأة بداخلها.
إن أساتذة التربية الحديثة، والمهتمون بالصحة النفسية، ما برحوا يؤكدون حقيقة هامة جداً، وهي أن الطفل الذي ينشأ في مناخ من الحرية، هو فقط القادر على الإبداع والارتقاء، وأكّدوا أن ما يقف عائقاً أمام إبداع أطفالنا ويحطم بداخلهم بواعث الابتكار والتميز هو سيل الأوامر والنواهي التي يتلقونها سواء من الوالدين أو المدرسة.
لبِنَة أخرى في وعينا التربوي يضيفها المختصون بأمور المراهقة؛ بأن المراهق الذي يشعر بغربة بين أبويه، وبُعد مسافة بين أفكاره وأفكارهم، ولا يسمع منهم سوى الفَرَمانات واجبة النفاذ، يكون أكثر تطرفاً في سلوكه من ذلك الذي ينشأ في بيئة تعتمد مبدأ الحوار بين شركاء الأسرة الواحدة.
إن لوم آبائنا ليس هدفي هاهنا؛ فنواياهم الحسنة الطيبة تغفر الكثير من الأخطاء التربوية التي مورست في حقّنا.
لكنني أحببت تنبيه الآباء الصغار من زوار هذه الزاوية إلى أن سعادة أبنائنا تتأتّى من قدرتنا على جعلهم أكثر وعياً في اكتشاف أنفسهم، ومشاهدة جميع جوانب شخصياتهم، والإدراك الحقيقي لمفهوم الاستقلالية الشخصية.
سعادتهم تتأتّى بنصحهم، وإنارة الطريق لهم، وإعطائهم المصباح الذي أوقدناه بزيت الخبرة والتجربة؛ لكنهم وحدهم من سيمشون في الطريق ويتحملون نتائجه وتبعاته.
وكل هذا لن يكون سوى بجيل من الآباء المثقفين، المودّعين عُقَد الماضي وآثاره، الطامحين في بناء جيل قادر على إحداث التغيير الذي حلمنا بتحقيقيه نحن.. ولكن بأسلوبهم.

فلسفة النمل في الحياة

دروس من كائن من اعظم كائنات الأرض

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

لا تدَع أحداً يُخبرك بما تستطيع أو لا تستطيع عمله


لم تكن "بوبي كالر" طفلة عادية؛ إذ كانت تُتَمتم بكلمات غير مفهومة؛ حتى إنها تذكر تلك الفترة وتقول: إنها كانت في بعض الأحيان تقول أشياء لا تفهمها هي نفسها.

وعندما كانت تبلغ من العمر 6 أعوام، قررت المدرسة التي تتعلم فيها في ولاية "إلينوي" الأمريكية، أن تستعين بطبيب خبير في لغويات التحدّث؛ ليقرر ما المشكلة التي تعاني منها تلك الصغيرة التي لا يفْقَهُ أحد شيئاً مما تقوله.. وفي اليوم المحدد، ارتدَت "بوبي" فستانها، وزيّنت شعرها، وواجهت الخبير، وتحدّثت معه، وغنّت له، وسردت له حروف الهجاء، وراقبت بقلق وجهه وهو يتحول من الانبهار للاندهاش، وانتهاء بمشاعر خيبة الأمل.

عادت "بوبي" لمنزلها، وما هي سوى دقائق حتى رنّ الهاتف وجاء صوت الخبير ليخبر أمها بنتائج تقييمه لابنتها "بوبي"..

ومرة أخرى راقبت الصغيرة تبدّل ملامح وجه أمها من القلق للإحباط، وقد كان اليوم كله ذا وقع عصيب على الصغيرة.

لخّصت الأم لابنتها موجز المكالمة؛ فالابنة الصغيرة تعجز عن إخراج 18 صوتاً من حنجرتها؛ فقد تلعثمت وتقطّعت بها الكلمات وتعثّرت، وجاء رأي الطبيب أنها ستبقى كذلك ما بقي لها من عمر، ولا أمل يُرجى في شفاء حالة صعبة مثل هذه.

وقفت "بوبي" في فسحة مطبخ بيتها.. بنت صغيرة، ترتدي فستانها وتحملق في أرضية المكان، وتفكر في أمرها.. لقد حكم الخبير بأنها فاشلة ما بقي لها من حياة.

وهنا سارت أمها إليها، ومالت عليها، ووضعت يديها على كتفيها، وهزتها بحنان لترفع عينيها لأعلى، وقالت لها بحزم: لن نستمع إلى ما قاله، لا تدَعي أحداً أبداً يُخبرك ما الذي تستطيعين أو لا تستطيعين عمله.. كانت هذه النصيحة أفضل ما حصلت عليه "بوبي" في حياتها.

تخيّل أنت لو مالت هذه الأم إلى ما قاله الطبيب ولم تقاوم، ماذا كان مصير هذه الطفلة؟ على العكس من ذلك؛ فقد علّمت هذه الأم ابنتها أن تتخذ كل مقاومة تقابلها في حياتها على أنها وقودها لكي تتغلب عليها وتتقدم في حياتها، وألا تتقبل البنت عائقها؛ بل تتخذ منه وقوداً لها لكي تتغلب عليه.

تطلّب الأمر من "بوبي" سنوات طوالاً حتى تمكّنت من التحدث بشكل واضح مفهوم، وتحمّلت نظرات الدهشة المشوبة بالخوف والقلق من طريقة حديثها، وتعلّمت تقليد طريقة تحريك الآخرين لشفاههم أثناء تحدّثهم، وأجبرت نفسها على الدخول في جماعات الخطابة والنقاش والجدل المدرسية، وتدرّبت كل يوم وكل ساعة لتتغّلب على خجلها وخوفها من مواجهة الناس؛ والأهم لتتغلب على الصوت الداخلي الذي كان يذكّرها بعوراتها ونواقصها برغم انتصاراتها في ندوات النقاش وقدرتها على إثبات حجتها؛ فقد كان الصوت الداخلي مُصرًّا على أنها إنما فازت لأنها تُخفي مشكلتها.. وفي خضم اجتهادها وبذلها للمجهود الكبير، كان الصوت الداخلي ينتابها لتتوقف عن الإيمان بنفسها وبقدرتها على النجاح.

ولذلك تنصحنا "بوبي" قائلة: "إيمانك بنجاح النتيجة سيحفّزك على النجاح".. ولهذا حين لم يؤمن أهل "بوبي" بجدوى دخولها الجامعة، التحقت بسلسلة مطاعم
Wendy’s، وسرعان ما أظهرت قدرات قيادية وانسجاماً للعمل مع الفريق؛ الأمر الذي انتهى بها في مدرسة مطاعم "ماكدونالدز" للإدارة، ومن بعدها أصبحت أصغر مديرة مطعم ماكدونالدز في ولاية "ميسوري"، وهي ابنة 21 ربيعاً.

انتقلت بعدها "بوبي" إلى مدينة شيكاجو، والتحقت بمكتب محاماة، ودرست إلى جانب عملها، حتى حصلت على الشهادة الجامعية؛ لتكون أول عضو في عائلتها يحصل على شهادة جامعية.

بعدها انتقلت للعمل لدى شركة أخرى، ثم خطَت أول خطواتها الجريئة نحو تأسيس شركتها الخاصة؛ شركة تقدّم دورات تدريبية وتطويرية.

وبرغم هذه الخطوة الناجحة، بقي الصوت الداخلي يسألها: هل تستحقين هذا النجاح؟ من أنت لتكوني من الناجحين؟

حتى قابلت ذات يوم، المدرب والمتحدث "روجر إنطوني"، وعبّرت له عن إعجابها بطريقته الساحرة في التحدّث، وعن رغبتها في أن تصبح متحدّثة مثله.

جاءها ردّ "روجر" الذي ساعدها على اكتشاف الحقيقة، قال لها: "يبدو لي أنك متحدثة بالفعل؛ لكنك لم تتقبلي هذا الأمر بعدُ في عقلك وفي ذهنك".

كم كان مُحقاً! وكيف أصاب سهمه عين الهدف! نعم، عليك أن تُسمّي ما تريده لتحصل عليه، ولذا شاركت "بوبي" بعدها مباشرة في جمعية المتحدثين الوطنين، التي قبِلَتها على الفور، وشرعت تقدّم بنفسها، وتتحدث في دورات التطوير وبرامج التدريب، وألّفت عدة كتب ناجحة.

في عام 2003 نال مرض غامض من "بوبي"، وكانت على وشك الرحيل عن الدنيا، واستلزم الأمر 18 شهراً حتى فَهِم أحد الأطباء سرّ مرضها، ووضع لها برنامجاً علاجياً، تطلّب منها الراحة وتقليل وتيرة العمل؛ لكنها استغلّت هذه الراحة الإجبارية في تحضير أطروحة نالت عليها درجة الدكتوراه في عام 2008، بالإضافة إلى تقرير من الطبيب يخبرها أنها شفيت من هذا المرض الغامض تماماً.

إنها لرحلة عجيبة.. بداية مِن حُكمٍ بعجزها عن التحدث مثل بقية البشر بقية عمرها، حتى أصبحت متحدثة ناجحة مشهورة تأخذ بيَدِ البشر ليثقوا في أنفسهم وفي قدراتهم.

لا تدعْ أحداً يقرّر لك ما الذي تقدر على فعله أو تعجز.. أنت من سيقرر هذا الأمر؛ فلا تَكِله إلى غيرك ما حييت.

عن مدونة رءوف شبايك (بتصرّف)

http://www.boswtol.com/self-development/personality-self-help/10/october/31/21981

السبت، 30 أكتوبر 2010

A butterfly’s lesson درس الفراشة

كثرا ما تحدث أشياء لنا ونفهمها بطريق خطأ
شاهد العرض ثم ابدأ تغيير طريقة تفكيرك

كيف نحبب ابنائنا في الصلاة - الجزء الأول


وائل .. هل صلّيت العشاء؟!
الأم: وائل هل صليت العشاء؟
وائل لا يرد وكأن همًا ثقيلاً نزل على صدره.
الأم: أنت! ألا ترد على .. أتريد أن تنام بلا صلاة؟ .. أتريد أن تدخل نار جهنم؟ .. هيا اذهب صلِّ العشاء حالاً.
وائل: أنا متعب يا أمي .. دقائق وأصلي.
الأم [في غضب]: هيا الآن .. حالاً .. وإلا لن تأخذ مصروف الغد.
وائل [في امتعاض] وكان في يده لعبة فرماها على الأرض قلتُ نعم دقائق وأقوم، ثم قام يجر قدميه أمامه في تبرم .. وأثناء ذهابه.
الأم: وائل هل أنت متوضئ؟
وائل [وكأنه يريد الكذب]: أنا .. متوضئ منذ  الصباح.
الأم [في ثورة]: نعم ماذا تقول؟ .. منذ الصباح .. ولم تنقض وضوءك أتريد أن تقف أمام الله وأنت غير متوضئ؟
وائل [في عناد]: قلتُ أنا متوضئ.
الأم: هيا اذهب توضأ حالاً .. وإلا سأجعل أباك يضربك عندما يرجع من العمل أنت تكذب عليَّ، ألا تعلم أن الله يراك.
يذهب وائل إلى دورة المياه وينثر الماء في وجهه سريعًا ويرش الماء على قدميه في غضب وكسل ثم يذهب إلى غرفته وينقر الصلاة نقر الغراب ثم يعود سريعًا إلى جانب أمه يواصل اللعب.
الأم: وائل ....!!
وائل: نعم يا أمي...
الأم: ألم أقل لك صلِّ العشاء؟
وائل [في انتصار]: لقد صليت.
الأم في يأس: وهل تسمي هذه صلاة؟ لن يقبل الله منك هذه الصلاة .. أتظن أنك تصلي لأمك أم لله تعالى.
أنت حر .. أنت تريد أن يغضب الله عليك .. لن أكلمك مرة أخرى.



الآباء في أمر الصلاة على ثلاثة نماذج
النموذج الأول:
وهو ليس موضوع حديثنا، هم الآباء المفرطون فلا هم يصلون ولا يعلمون أبناءهم الصلاة بالتالي، ويظنون أن واجبهم تجاه أبنائهم هو جباية الأموال وتوفير الطلبات، ويدعون أبناءهم يتلقون أخلاقهم من الشارع والمدرسة والتلفاز.
النموذج الثاني:  
هم الآباء الذين يحافظون على الصلاة ولكنهم لا يأمرون أبناءهم بها بحجة أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن أو أن الله يهدي من يشاء أو إنك لا تهدي من أحببت، ويقولون: إنهم لا يريدون أن يضعوا أبناءهم في كبت، ويريدونهم أن يأخذوا أو يسلكوا الطريق الصحيح من ذوات أنفسهم بدون ضغط أو دفع.
وهذان النموذجان مقصران في حق أبنائهم وسيسألون عن هذا التفريط يوم القيامة، فهم يسلكون طريق السلبية مع الأولاد.
أما النموذج الثالث:
هم أمثال أم وائل وهو نموذج طيب طاهر محافظ على الصلاة ويغير من تفريط الأبناء وتكاسلهم عن الصلاة، ولكنهم يستخدمون أساليب غير تربوية، في الحث على الصلاة منها:
التخويف والتهديد والعناد والعقاب دون أن يغرسوا في نفوس أبنائهم حب الصلاة منذ الصغر.
فكان النتاج أمثال وائل الذي ألقي في قلبه بغض الصلاة والتكاسل عنها.
فما هو الحل مع نموذج وائل؟ بعد أن وصل إلى هذه الحالة المتردية.
سيتم العلاج على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: [تستغرق ثلاثة أسابيع أو أكثر]
ويجب فيها التوقف عن الحديث في هذا الموضوع 'الصلاة' تمامًا، فلا تتحدث عنه من قريب أو بعيد، ولو حتى بتلميح مهما بعد، والهدف من التوقف هو أن ينسى وائل رغبتنا في حثه على الصلاة حتى يفصل بين الحديث في هذا الأمر وعلاقتنا به لنصل بهذه العلاقة إلى مرحلة يشعر فيها بالراحة، وكأنه ليس هناك أي موضوع خلافي بيننا وبينه فيستعيد الثقة في علاقتنا به وأننا نحبه لشخصه، وأن الرفض هو للفعال السيئة وليس لشخصه.
فالتوتر الحاصل في علاقة وائل بأمه أحاطها بسياج شائك يؤذيه كلما حاول الاقتراب منها أو حاولت هي الاقتراب منه بنصحه حتى أصبح يحس بالأذى النفسي كلما حاول الكلام معها، وما نريد أن نفعله في هذه المرحلة هو محاولة نزع هذا السياج الشائك الذي أصبح يفصل بين أم وائل ووائل.

كيف نحبب ابنائنا في الصلاة - الجزء الثاني



المرحلة الثانية: [من ثلاثة أسابيع إلى شهر]
هي مرحلة الفعل الصامت: في هذه المرحلة لن توجه إلى وائل أي نوع من أنواع الكلام، وإنما ستقوم أم وائل بمجموعة من الأفعال المقصودة، فمثلاً تتعمد وضع سجادة الصلاة على كرسيه المفضل في غرفة المعيشة مثلاً أو تتعمد وضع سجادة الصلاة على سريره أو في مكان يفضله بالبيت، ثم تعود الأم لأخذها وهي تفكر بصوت مرتفع: أين سجادة الصلاة؟ أريد أن أصلي، لقد دخل الوقت، يا إلهي كدتُ أنسى الصلاة.
ويمكنها بين الفرض والآخر أن تسأله: حبيبي وائل .. كم الساعة؟ هل أذن المؤذن؟ كم بقي على الفرض؟ حبيبي هل تذكر أنني صليت؟ آه لقد أصبحت أنسى هذه الأيام، لكن يا إلهي إلا هذا الأمر.
وتستمر أم وائل على هذا المنوال لمدة ثلاثة أسابيع أخرى، أو أسبوعين حتى تشعر أن الولد قد ارتاح ونسي الضغط الذي كانت تمارسه عليه، وساعتها يمكنها الدخول في المرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة:
تقوم أم وائل بدعوته إلى الصلاة ولكن بشكل متقطع حتى يبدو الأمر طبيعيًا فعندما تذهب أم وائل إلى المسجد مثلاً لحضور الدرس تقول له: حبيبي وائل .. أنا متعبة وأشعر بشيء من الكسل، ولكني أريد الذهاب لحضور هذا الدرس، تعال معي، أريد أن أستعين بك، واستند عليك، فإذا رفض لا تعلق ولا تعد عليه الطلب، وتعد المحاولة مرة ثانية ولكن بأسلوب آخر مثلاً كأن تقول أم وائل: حبيبي وائل لقد أقيمت مسابقة ثقافية في المسجد للأطفال وستكون هناك جوائز قيمة، تعال معي نحضرها. وهكذا تطرق قلبه بتدرج وهدوء، مع المحافظة على العلاقة قوية بينه وبينها، والفصل بين حبها له وقوة العلاقة بينهما وبين امتناعه وتكاسله عن الصلاة
ولا بد أن تتعجل أم وائل الدخول في مرحلة دون نجاح المرحلة السابقة عليها تمامًا، فالهدف الأساسي من كل هذا هو نزع فتيل التوتر الحاصل في علاقتها وإعادة الصلة التي انقطعت بينهما.
فإذا تعجلت أم وائل الأمر وأصدرت لوائل ولو أمرًا واحدًا خلال الثلاثة أسابيع فيجب أن تتوقف وتبدأ العلاج من البداية.
ولا يجب أن تعلق أم وائل على تقصيره في الصلاة إلا في أضيق الحدود، ولتتجاوز عن بعض الخطأ في أداء الحركات أو عدم الخشوع مثلاً.
ولتقصر الاعتراض واستخدام سلطتها على الأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها، كالصلاة بدون وضوء مثلاً.
لا بد لأم وائل ألا تحزن وتستعين بالله وتَدْعُ لوائل ولا تَدْعُ عليه، وتذكر أن المرء قد يحتاج إلى وقت لكنها ستنجح إن شاء الله.

والأبناء في هذه السن ينسون ويتغيرون بسرعة، خاصة إذا تفهمنا طبيعة المرحلة التي يمرون بها وتعاملنا معهم بمنتهى الهدوء والتقبل وسعة الصدر والحب.  
[مستفاد من كتاب كيف نحبب الصلاة لأبنائنا بإضافات].
علم طفلك من البداية حب الصلاة:
1ـ يجب أن يرى الابن دائمًا في الأب والأم يقظة الحس نحو الصلاة, فمثلاً إذا أراد الابن أن يستأذن للنوم قبل العشاء فيسمع من الوالد وبدون تفكير أو تردد 'لم يبق على صلاة العشاء إلا قليلا نصلي معًا ثم ننام بإذن الله' وهكذا.
2ـ إذا حدث ومرض الصغير فيجب أن نعوده على أداء الصلاة قد استطاعته، حتى ينشأ ويتعود ويعلم أنه لا عذر له في ترك الصلاة وإذا كنت في سفر تعلمه رخصة القصر والجمع وتلفت نظره إلى نعمة الله تعالى في الرخصة وأن الإسلام مملوء بالرحمة.
3ـ اغرس في طفلك الشجاعة في دعوة زملائه للصلاة وأيضًا اغرس فيه ألا يسخر من زملائه الذين يهملون أداء الصلاة، بل يدعوهم إلى هذا الخير.
4ـ يجب أن تتدرج في تعليم الأولاد النوافل بعد ثباته على الفروض.
5ـ تعليمهم الحساب وجدول الضرب بربطهما بالصلاة، مثل: رجل صلى ركعتين ثم صلى الظهر أربع ركعات. فكم ركعة صلاها؟ وإن كان كبيرًا فمن الأمثلة: رجل بين بيته والمسجد 500 متر وهو يقطع في الخطوة الواحدة 40 سنتيمتر فكم خطوة يخطوها حتى يصل  إلى المسجد  في الذهاب والعودة؟ وإذا علمت أن الله تعالى يعطي عشر حسنات على كل خطوة، فكم حسنة يحصل عليها؟
6ـ يراعي وجود الماء الدافئ في الشتاء فقد يهرب الصغير من الصلاة لهروبه من الماء البارد هذا بشكل عام.
وبالنسبة للبنات فنحببهم بأمور قد تبدو صغيرة تافهة ولكن لها أبعد الأثر، مثل حياكة طرحة صغيرة مزركشة ملونة تشبه طرحة الأم في بيتها، وتوفير سجادة صغيرة خاصة بالطفلة.
7ـ ويمكن إذا لاحظنا كسل الطفل [5 ـ 7] أن نتركه يصلي ركعتين مثلاً حتى يشعر فيما بعد بحلاوة الصلاة ثم نعلمه عدد ركعات الظهر والعصر فيتمها من تلقاء نفسه.
8ـ يمكن تشجيع الطفل الذي يتكاسل عن الوضوء بعمل طابور خاص بالوضوء يبدأ به الولد الكسول ويكون هو القائد ويضم كل الأفراد الموجودين بالمنزل في هذا الوقت.
9ـ يجب أن نعلم الطفل أن السعي إلى الصلاة سعي إلى الجنة، ويمكن استجلاب الخير الموجود بداخله بأن تقول له 'أكاد أراك يا حبيبي تطير بجناحين في الجنة'، أو 'أنا متيقنة من الله تعالى راضٍ عنك ويحبك كثيرًا لما تبذله من جهد لأداء الصلاة'. أو 'أتخيلك يا بني وأنت تلعب في الجنة مع الصبيان والرسول صلى الله عليه وسلم يلعب معكم بعد أن صليتم جماعة معه' .. وهكذا

الخميس، 30 سبتمبر 2010

ساعد طفلك على اختيار أصدقائه‏



 
مما لا شكّ فيه أنّ الطفل يتأثر كثيراً بتعامله  مع أصدقائه وينجم عن تفاعله معهم خصالٌ  حميدةٌ أو سيئةٌ وذلك بحسب صفات هذا الصديق
إنّ الأطفال قد يختلفون فيما يواجهونه من مشكلات مع أصدقائهم بداية من إختيار الأصدقاء ونهاية بالتعامل اليومى معهم
ولكن
كيف يمكنك أن تجعلى أصدقاء طفلك لبنة صالحة تُضاف إلى البناء التربوى لطفلك؟
دعى طفلك يختار صديقه بنفسه لأن ذلك  يشعره بالراحة والثّقة في نفسه وإذا تعرّف طفلك على صديق لا ترضين عنه فحاولى أن  تغيّرى ما لا يرضيك فى هذا الصديق وذلك  بدعوته إلى البيت والعطف عليه وممارسة ما تطلبين منه من سلوكيات وقيم أمامه
إذا واجه طفلك صعوبة فى إختيار صديقه فعليك بمساعدته فى توسيع فرص إختيار الأصدقاء وفتحها أمامه سواء من المسجد  أو من المدرسة أو الجيران
أجعلى بيتك مكاناً يحبُّ أصدقاء طفلك  زيارته وذلك بحسن الأستقبال والأحترام وإتاحة الفرصة لهم باللعب والأمان وعدم الإكثار عليهم من النصائح، فقط اختارى الوقت المناسب لقليل من النصائح
إذا تأثّر طفلك بأحد أصدقائه سلباً فحاولى  تقليل فرص الألتقاء بهذا الصديق تدريجياً إلى أن يتوقف أو يتغير هذا الصديق وحاولى  أن يكون لك أثر إيجابى فى طفلك وذلك بالاقتراب منه والاستماع إليه ومعرفة ما يجذبه إلى هذا الصديق وتعويضه عنه
احرصى على أن تكونى الصديق المفضل  لطفلك لأنك تحبينه وتقدرينه وتحترمينه وتثقين به
إذا كان طفلك يحرص على إختيار أصدقاء لا ترضين عنهم فقد يكون مردُّ ذلك إلى خلل فى علاقتك به فقد تكونين دائمة التحكّم به فأراد أن يثبت عكس ذلك أو قد تبالغين فى نقده وإشعاره بعدم الثقة فيلجأ إلى الانتقام منك بإختيار أصدقاء لا يعجبونك
غالباً ما يختار الأطفال أصدقاء يشاركونهم الطباع والاهتمامات نفسها فإذا كان طفلك مغرماً بالرياضة فتوقّعى أنه سيختار أصدقاء يشاركونه الاهتمام نفسه
مهمّ جداً أن تتحدثى مع طفلك وتفهمى وجهة نظره فى إختيار صديقه وإذا لم  يعجبك هذا الأختيار فأستمرى فى مناقشته بهدوء حتى تغيّرى رأيه
إذا تشاجر طفلك مع صديقه فلا تسارعى  بالانحياز إليه ضد صديقه أو توبيخه أو لومه فقط أستمعى إليه وقدّرى مشاعره  وساعديه على أن يحلّ مشكلاته بنفسه
لا تقلقى من كثرة أصدقاء طفلك أو قلتهم  فليس هناك عدد مثالى من الأصدقاء، فبعض الأطفال يفضلون الاقتصار على صديق واحد والبعض الآخر يفضّل مجموعة من الأصدقاء وهناك من يفضل البقاء دون أصدقاء تقبّلى إختيار طفلك وأحترميه
ثقى أنّ طفلك سيقلدك فى إختيار أصدقائه فكونى قدوة له ولا تصاحبى من يرى طفلك منهن ما تنهينه عنه.

29 خطوة لتكون مبدعا

الابداع يبدأ من الإيمان به وتنفيذ بما تؤمن به

رحلة إلى حافة الكون - ناشيونال جيوغرافيك

The Great Escape - Lion and Bear من سينجح الأسد أم الدب

Sardines run الهجوم على السردين

الرزاق - عمرو خالد - فيلم

ما أروع كوكبنا

الهرم المعجزة - د. مصطفى محمود

Do not give up لا تستسلم ابداً

ثق بنفسك - اياك ان تستمع لتثبيط الآخرين لك

قانون الجذب في خمس جمل وأغنية - من أسرار السعادة

اسلحتك لاقتحام الحياة

( قصة عقلان ) عقل المرأة وعقل الرجل

انه وقت التغيير - فلنبدأ من الآن

انظر للطلاب كيف يذهبون للمدرسة

بائعة المناديل - قصة واحدة عظات كثيرة

الاحترام نبض الجياة

بر الوالدين - موقف مؤثر جدا

الخرافة و توقع المستقبل-د. نبيل فاروق - الجزء الاول 1-3

الخرافة و توقع المستقبل - د. نبيل فاروق - الجزء الثاني 2-3

الخرافة و توقع المستقبل-د. نبيل فاروق - الجزء الثالث 3-3

Hatchery Chicks - How it's made كيف تفرخ الكتاكيت

الفقاعات السحرية المشتعلة

انظروا ماذا قدم علماء المسلمين للعالم بالقراءة والعلم -اضغط على علامة تكبير الفيديو لترى النص كاملا