منى أحمد
سألنى ابنى: ماما هل هذه ثورة بالفعل؟.. فأخبرته بكلمات بسيطة نعم إنها ثورة بحق قام بها شعبنا الشعب المصرى ليتحرر من الظلم والفساد، فقال لى: سأنتبه جيدا لأحداث هذه الثورة وعندما يقومون يوما ما بتدريسنا إياها فى أى صف من الصفوف سأرى هل ندرس أحداث حقيقية وصحيحة أم اختلطت بها أحداث خاطئة وكاذبة، ووقتها سأقوم بثورة أخرى حتى يصححوا هذه الأخطاء.
شكرا لكم أيها الثوار
نعم شكرا لكم أيها الثوار بكل معانى الشكر؛ فلو كنا نخطط لبرنامج كى نعلم فيه أبنائنا المعانى التى تعلموها وغرست فيهم من خلال تعايشهم وأحداث ثورة يناير ما استطعنا أن ننجح مثل نجاحكم هذا معهم، لقد رؤوا بأعينهم كيف أنه لا يضيع حق وراءه مُطالب، تعلموا الإيجابية والمبادرة، تعلموا أن يحلموا ويحققوا أحلامهم، تعلموا معنى أن ننسى خلافاتنا معا من أجل تحقيق هدف أسمى، تعلموا ألا يصمتوا يوما إذا ما وقع عليهم ظلم، تعلموا أن يقولوا لا بغير عنف.. فشكرا لكل بطل ساهم فى غرس هذه المعانى فى أبنائنا، شكرا لكل بطل حفرت صورته رافعا علما أو قلما فى وجه الظلم.
إن أبنائنا فى الحقيقة استطاعوا أن يقوموا بدور الناقد، بل أيضاً أن يفرقوا بين من هم أصحاب مبدأ وبين من هم يغيرون آرائهم كل يوم لقد تعلم أطفال هذا الوطن منكم معنى الوحدة بعيدا عن التعصب الدينى، كل هذا وبشكل عملى تماما بعيدا عن المواعظ والحكم، فطوبى لكم نعم القدوة ونعم الأبطال وطوبى لمصر أن أنجبت أمثالكم.
شكرا فقد دربتم عمليا كل مربى.. لقد علمتموه بشكل عملى ألا يَنهَى أبنائه عن عمل يقومون به، بل لابد أن يسألهم ويناقشهم ويتقرب من وجهة نظرهم، فكثيرا من أفعال الأبناء فى ظاهرها غير مقبولة، ولكن عندما ينظر الآباء للموقف من وجهة نظر أبنائهم فالصورة تختلف، بل لربما يكتشفون أن أبنائهم على صواب أو أصحاب فكرة أو موهبة أو رأى لابد أن يؤخذ فى الاعتبار.
وماذا بعد
رسالتى لكل ام وكل اب وكل من اخذ على عاتقه رسالة تربية هذا الجيل:
1-ها قد حان الوقت لتستمع لابنك؛ وهنا لا نطلب مجرد السمع الذى لا يتعدى عضو السمع فى الإنسان ولكننا نطلب ما هو أكثر من ذلك لتصل للقلب، فالمطلوب هو الاحتواء ومعرفة وفهم احتياج كل ابن، وأشباع هذه الاحتياجات.
2-ها قد سنحت لكل أم وأب الفرصة لبداية جديدة؛ جدد العهد من خلالها مع أبنائك وتقرب منهم وابدأ علاقة يسودها الحب والتفاهم.
3-ها قد حان الوقت لمصالحة نفسك، ولتكسر وتحطم علامة الخطأ التى طالما وضعتها على نفسك وأصبحت حاجزا لعلاقة جديدة مع ابنك مستمدا الطاقة المتفجرة الآن من الإحساس بالنصر.
4-ها قد حان الوقت لتقول نعم.. نعم كن مستجيبا لرغبات ابنك بقدر الامكان، قلل من كلمة لا فقد كثرت الكلمة فى وجه الأبناء حتى فقدوا الأمل فى تواصل آخر يبدأون به علاقة جديدة مع آبائهم.
5-اكتشف ابنك.. مواهبه، قدراته، واعمل على تنميتها، إنه وقت الإعمار، ولديك أهم وسيلة لذلك وهى تربية هذا الجيل الذى تحسرنا أوقاتا كثيرة على حظه وأنه سينشأ فى وقت أصعب من أوقاتنا، وها هو الله يضع مشيئته بعكس توقعات اليأس التى ملأت الكثير من القلوب، وينشأ هذا الجيل فى جو من الأمل والتفاؤل والعمل، فاستثمر هذه الروح ونمى قدرات ابنك.
ورسالتى لكم أيها الأبطال: نحن معكم ولطالما كنا معكم لتكملة المسيرة، ولن ننسى نبتة هذا الجيل، فكما نتخيل الآن مصرا جديدة يضع ويشارك فى أهم ملامحها جيلا من الشباب، أتخيل جيلا من أبنائنا الأطفال يشاركون هذا الحلم ويضعون يوما ملامح لمستقبلهم القريب.
إنكم لم تفتحوا الأبواب فقط لخروج الظلم وإنما فتحتم الأبواب لإمكانية الحلم، وفتحتم الأبواب لمستقبل جديد يشارك فيه مصر كلها أطفالا وشبابا ورجالا ونساءا وشيوخا.. بارك الله فيكم وبارك لنا فى مصرنا الحبيبة وحفظها من كل سوء، ولن أقول إلى لقاء ورسالة جديدة؛ بل سأقول إلى العمل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق