تربية الأبطال ..
ما بعد الثورة
حينما جلستُ أمام التلفاز أتمعن في الوجوه المشرقة والعيون اللامعة ببريق الأمل الجالسة هناك في ميدان التحرير لم أتمالك دموعي لم أكن أدري لأول مرة أشعر أني عاجز عن تقديم تفسير لحالتي النفسية لقد كانت مزيجاً عجيباً من الألم والحزن والفرح والأمل....كنت متألما مما طارد هؤلاء الأبطال من اتهامات وانتقاصات من قامتهم العالية....وحزيناً على الأمة ومقدراتها المنهوبة....لكني فرح بما كان يلوح لي في الأفق لقد كنت أرى فيهم حلماً جميلاً لقد سطَّروا لنا حروفاً من نور لن تمحى أبداً من ذاكرة التاريخ لكنهم فضحوا عجزنا لقد استكنا كثيراً أمام طاحونة الفساد ورضينا حيناً بالاستكانة وزدنا على ذلك أننا اعتقدنا بأنهم –هؤلاء الشباب-لا أمل فيهم فجاءنا الرد منهم موجعاً للفاسدين لكنه باعث على الأمل لقد ظلمنا هؤلاء الشباب ابتعدنا عنهم ورفعنا أيدينا عن تقديم الدعم إليهم...إنني أتخيل لو أننا قمنا بما كان يجب أن نكون عليه أتخيل لو أننا أرسلنا من زمن إليهم برسائل الأمل؛أتخيل لو أننا حاولنا أن نصنع لهم يوماً ناصعاً يسعوا إليه لكانت أمور البلاد لم تصل إلى ما وصلت إليه.....لكن الله له إرادته كانت مشيئة ربي أن يولد من رحم العجز واليأس الذي أصاب الكثيرين يولد مستقبل رائع وجميل للأمة....لقد كنت فرحا كلما مر يوم والأبطال صامدون في الميدان...كنت حزيناً ومتألماً من المكائد التي تُحاك بهم لكني كنت أيضاً فرحاً فكل يوم يمر تزداد صلابة عود أبنائنا وتزيد قوة عماد أمتنا...إنني على يقين بأن ميدان التحرير هو المخاض الذي يولد منه ملايين الشباب ليكونوا سواعد للأمة, إننا قصَّرنا في تربية الجيل لكن أعداء الأمة خدمونا بأنهم وفروا لنا المناخ المناسب لتلك التربية
وماذا بعد
إننا يجب أن نقف إلى جانب شبابنا هم الآن أكثر احتياجاً لنا من ذي قبل يحتاجون منا التأييد...رسائل الأمل...الحب....التقدير.....
يجب أن يكون هؤلاء الشباب فخر لنا نحاول أن نصنع من أطفالنا ؛ أولادنا ؛أبنائنا نماذج منهم
لذا فإنني أرى
1-لابد أن نربي أبنائنا على عزة النفس والكرامة ولا نربيهم على الخنوع والاستكانة....إن خوفنا على أبنائنا قتل فيهم معاني جميلة ورائعة
2-الحرية....الحرية قيمة لا يمكن أن يوجد إنسان بالمعنى الحقيقي بدونها لابد وأن تكون الحرية هي القيمة الأعظم والأسمى والأروع....الطعام يجعل منا أحياء...الملابس تجعل منا دمى....لكن الحرية تجعل منا سادة مر فوعي القامات....لكن الحرية هي تربية لابد من تربية أبنائنا على معنى الحرية وعلى أنهم يجب ألا يتنازلوا عنها أبداً ومهما كان الثمن
3-العطاء نحتاج إلى تقديم العطاء بكافة صوره وأشكاله...العطاء المادي بالأموال...العطاء المعنوي بالتقدير...العطاء الإيماني بالصيام والصلاة والدعوات....لكن أسمى صور العطاء هو العطاء بالكل...هو العطاء بالنفس....إننا كثيراً ما نتكلم ونتمنى الاستشهاد لكنه تمن بالكلمات لابد وأن نربي أبناءنا على كسر حاجز الخوف لابد وأن يتقدموا الصفوف ليقفوا هناك بدون خوف أو وجل...ليجدونا إلى جوارهم نشد من أزرهم ونثبت أقدامهم ونشحذ هممهم
4-الوطن...الوطن نسيناه لأننا اختلط علينا الأمر فلم نفرق بين الوطن والحكومة وعندما كرهنا الحكومة لم نقدر أن نحتفظ بحب الوطن...نسينا أن نعلم أبناءنا حبه بل ربما نكون نحن قد نسينا أن نحبه.........إننا نحتاج أن نرتمي في حضن الوطن نحتاج دفئه نريد أن نحيا حياة لها جذور والوطن هو الجذر فليسمع كل منا أبناءه كثير كلمات تعبر عن حب الوطن وجماله وروعته
17/02/2011هذا جزء من مقال - الجزء الذي يتعلق بالتربية
طلال علي يس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق