فن معالجة الأخطاء
فن التعامل مع الآخرين
فن الإقناع وكسب القلوب
إلى كل أب وأم...
إلى كل مربي ومربية...
إلى كل مدرس ومدرسة...
- إليكم بعض القواعد المهمة في هذا العلم ( وإنك لن تمر على قاعدة منها إلا وجدت أن لسيّد الأولين والآخرين أوفر الحظ والنصيب! وهاهى السيرة النبوية بين أيدينا وإنما الذي علينا هو التأمل والاقتباس ونحن نقرأ سيرته صلى الله عليه وسلم ( بأبي هو وأمي ) كيف لا؟ وهو من كان خلقه القرآن. كيف لا؟ وهو من زكّاه ربنا فقال له: { وإنك لعلى خُلق عظيم }.
* وإليكموها:
1- تجنب اللوم وكثرة العتاب فهو لا يأتي بنتائج إيجابية في الغالب.
* وفي سنته صلى الله عليه وسلم يقول:
- أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات مالامه على شيء قط . وإذا حدثه في ذلك بعض أهله قال: ( دعوه فلو كان شىء مضى لكان ).
- ذلك أن اللوم يحط كبرياء النفس البشرية ولايُتصور أن هناك من يحب اللوم.وقد تأخذه العزة بالإثم فيكون قد أعين الشيطان عليه بدلاً من أن يُعان على شيطانه خاصة إذا كان اللوم أمام الغير.
2- المخطىء أحياناً لا يشعر أنه مخطىء , لذا لابد أن نزيل الغشاوة عن عينه ليبصر الخطأ ثم نعالج الخطأ نفسه.
* وفي السنة خير شاهد على هذه القاعدة:
- ذلك الشاب الذي جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلّم في الزنا بكل جرأة وصراحة فهمَّ الصحابة أن يوقعوا به فنهاهم وأدناه ( وفي روايات أخرى أنه وضع يده على صدره ,وهذا فن آخر لكسب القلوب والتأثير عليها, وقد نوّهت بعض الدراسات: أن اللمسة والنظرة الحانية قد يأتيان بما قد لا تستطيع الكلمة أن تأتي به أحيانا! يعلم ذلك من اتبع هذه الطريقة خاصة في المجال التربوي ).
وقال : ( أترضاه لأمك؟! ) قال: لا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم ),ثم قال: ( أترضاه لأختك؟! ) قال: لا. قال: ( فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم,...). فكان الزنى أبغض شيء إلى ذلك الشاب فيما بعد.
3- استخدام العبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ:
* فمثلاً حينما نقول للمخطىء : " لوفعلت كذا لكان خيرا لك " أو " عندى وجهة نظر أخرى مارأيك لو تفعل كذا ؟ " وغيرها كثير ... بلا شك أنها أفضل مما لو قلنا له: " ألا تعقل كم مرة قلت لك "..." لو كنت تفقه أو تعقل لفعلت كذا ".
- والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستخدم مثل هذا فقد روى مسلم حديثا مرفوعا: ( لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لك لأجرك ).
- والسر في تأثير هذه العبارات:
أنها تشعر بتقدير واحترام نظر الآخرين ومن ثم يشعرون بإنصافك فيعترفون بالخطأ أو يصلحونه.
4- تجنب الجدال في معالجة الأخطاء, فقد يكون أكثر وأعمق أثرا وألما من الخطأ نفسه.
* وتذكر أنك عندما تنتصر في الجدال مع خصمك المخطىء فإنه يحزّ في نفسه ذلك ويجد عليك أو يحقد عليك. والمحمود فيه ماكان محاورة هادئة مع طلب للحق بالتي هي أحسن.
- ذكر عن مالك بن أنس رضي الله عنه أنه قيل له: " ياأباعبدالله الرجل يكون عالما بالسنة أيجادل عنها؟ قال: لا ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت و إلا سكت وفعلا فطالب الحق إذا سمع السنة قبلها. وإن كان صاحب عناد لم يقنعه أقدر الناس على الجدال.
- حتى ولو كان المجادل محقا فينبغي له ترك الجدال مع المعاند ففي الحديث الذي رواه أبو داود مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أنا زعيم بيتٍ في رياض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ).
5- الرفق في معالجة الخطأ.
- عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله رفيقٌ يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يُعطي على سواه ).
6- أن تضع نفسك موضع المخطىء وفكر من وجهة نظره هو, وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها فاختر له مايناسبه.
7- حتى يتقبل الآخرون تصحيح الخطأ ونقدك أشعرهم بالإنصاف بأن تذكر قبل نقدك جوانب الصواب عندهم.
* فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( نعم العبد عبدالله لو كان يقوم الليل ) وهذا من منهج الإسلام في العدل والإنصاف.
- فعندما يعمل إنسان عملاً فيحقق نسبة نجاح 30% فإنه يثنى عليه بهذا الصواب ثم يطلب منه تصحيح الخطأ.
8- عندما يبلغك خطأ عن إنسان فتثبت منه واستفسر عنه مع إظهار حسن الظن
به, فيشعر بالخجل وأن هذا الخطأ لا يليق بمثله.
* فمثلاً: زعموا أنك كذا, ولا أظنه يصدر من مثلك كما قال عمر رضي الله عنه: ( يا أباإسحاق زعموا أنك لا تمشي تصلي ).
9- محاولة تصحيح الأخطاء الظاهرة ولا نبحث عن الأخطاء الخفية لنصلحها لأننا بذلك نفسد القلوب وقد نهى الإسلام عن تتبع عورات الناس.
* فعن معاوية مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم ).
وصلى الله على اشرف خلقه واعظمهم خلقا محمدا صلى الله عليه وسلم منق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق