وائل .. هل صلّيت العشاء؟!
الأم: وائل هل صليت العشاء؟
وائل لا يرد وكأن همًا ثقيلاً نزل على صدره.
الأم: أنت! ألا ترد على .. أتريد أن تنام بلا صلاة؟ .. أتريد أن تدخل نار جهنم؟ .. هيا اذهب صلِّ العشاء حالاً.
وائل: أنا متعب يا أمي .. دقائق وأصلي.
الأم [في غضب]: هيا الآن .. حالاً .. وإلا لن تأخذ مصروف الغد.
وائل [في امتعاض] وكان في يده لعبة فرماها على الأرض قلتُ نعم دقائق وأقوم، ثم قام يجر قدميه أمامه في تبرم .. وأثناء ذهابه.
الأم: وائل هل أنت متوضئ؟
وائل [وكأنه يريد الكذب]: أنا .. متوضئ منذ الصباح.
الأم [في ثورة]: نعم ماذا تقول؟ .. منذ الصباح .. ولم تنقض وضوءك أتريد أن تقف أمام الله وأنت غير متوضئ؟
وائل [في عناد]: قلتُ أنا متوضئ.
الأم: هيا اذهب توضأ حالاً .. وإلا سأجعل أباك يضربك عندما يرجع من العمل أنت تكذب عليَّ، ألا تعلم أن الله يراك.
يذهب وائل إلى دورة المياه وينثر الماء في وجهه سريعًا ويرش الماء على قدميه في غضب وكسل ثم يذهب إلى غرفته وينقر الصلاة نقر الغراب ثم يعود سريعًا إلى جانب أمه يواصل اللعب.
الأم: وائل ....!!
وائل: نعم يا أمي...
الأم: ألم أقل لك صلِّ العشاء؟
وائل [في انتصار]: لقد صليت.
الأم في يأس: وهل تسمي هذه صلاة؟ لن يقبل الله منك هذه الصلاة .. أتظن أنك تصلي لأمك أم لله تعالى.
أنت حر .. أنت تريد أن يغضب الله عليك .. لن أكلمك مرة أخرى.
الآباء في أمر الصلاة على ثلاثة نماذج
النموذج الأول:
وهو ليس موضوع حديثنا، هم الآباء المفرطون فلا هم يصلون ولا يعلمون أبناءهم الصلاة بالتالي، ويظنون أن واجبهم تجاه أبنائهم هو جباية الأموال وتوفير الطلبات، ويدعون أبناءهم يتلقون أخلاقهم من الشارع والمدرسة والتلفاز.
النموذج الثاني:
هم الآباء الذين يحافظون على الصلاة ولكنهم لا يأمرون أبناءهم بها بحجة أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن أو أن الله يهدي من يشاء أو إنك لا تهدي من أحببت، ويقولون: إنهم لا يريدون أن يضعوا أبناءهم في كبت، ويريدونهم أن يأخذوا أو يسلكوا الطريق الصحيح من ذوات أنفسهم بدون ضغط أو دفع.
وهذان النموذجان مقصران في حق أبنائهم وسيسألون عن هذا التفريط يوم القيامة، فهم يسلكون طريق السلبية مع الأولاد.
أما النموذج الثالث:
هم أمثال أم وائل وهو نموذج طيب طاهر محافظ على الصلاة ويغير من تفريط الأبناء وتكاسلهم عن الصلاة، ولكنهم يستخدمون أساليب غير تربوية، في الحث على الصلاة منها:
التخويف والتهديد والعناد والعقاب دون أن يغرسوا في نفوس أبنائهم حب الصلاة منذ الصغر.
فكان النتاج أمثال وائل الذي ألقي في قلبه بغض الصلاة والتكاسل عنها.
فما هو الحل مع نموذج وائل؟ بعد أن وصل إلى هذه الحالة المتردية.
سيتم العلاج على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: [تستغرق ثلاثة أسابيع أو أكثر]
ويجب فيها التوقف عن الحديث في هذا الموضوع 'الصلاة' تمامًا، فلا تتحدث عنه من قريب أو بعيد، ولو حتى بتلميح مهما بعد، والهدف من التوقف هو أن ينسى وائل رغبتنا في حثه على الصلاة حتى يفصل بين الحديث في هذا الأمر وعلاقتنا به لنصل بهذه العلاقة إلى مرحلة يشعر فيها بالراحة، وكأنه ليس هناك أي موضوع خلافي بيننا وبينه فيستعيد الثقة في علاقتنا به وأننا نحبه لشخصه، وأن الرفض هو للفعال السيئة وليس لشخصه.
فالتوتر الحاصل في علاقة وائل بأمه أحاطها بسياج شائك يؤذيه كلما حاول الاقتراب منها أو حاولت هي الاقتراب منه بنصحه حتى أصبح يحس بالأذى النفسي كلما حاول الكلام معها، وما نريد أن نفعله في هذه المرحلة هو محاولة نزع هذا السياج الشائك الذي أصبح يفصل بين أم وائل ووائل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق